حمى البحر المتوسط هي مرض وراثي ذاتي الالتهاب يسبب ارتفاعاً متكرراً في درجات الحرارة والتهابًا مؤلمًا في الغشاء المبطن للبطن والتهاب البطانة المحيطة بالرئتين والمفاصل بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي في منطقة الكاحل، وعادة يصيب الأشخاص من أصول متوسطية ومنهم سلالات العرب وشمال أفريقيا واليهود واليونانيين والإيطاليين والأرمن والأتراك حيث تبلغ نسبة الإصابة بين هذه الأعراق واحداً من بين كل 200 شخص.
أسباب وعوامل خطر حمى البحر المتوسط
يرجع سبب حدوث حمى البحر المتوسط إلى وجود طفرة جينية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، عادة ما تكون الطفرة في جين (MEFV)، تعتمد نوع الطفرة ومكانها على شدة حالة المرض.
عوامل الخطر للإصابة بحمى البحر المتوسط
يوجد بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بحمى البحر المتوسط، وتشمل ما يلي:
- وجود تاريخ مرضي عائلي من الإصابة بحمى البحر المتوسط.
- كون المريض من أصول حول البحر الأبيض المتوسط فهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
ما أعراض حمى البحر المتوسط؟ ومتى تبدأ؟
من الجدير بالذكر أن أولى أعراض المرض تظهر عند بلوغ سن العشرين إلا أنه من الممكن اكتشاف المرض في مرحلة الطفولة. ورغم عدم وجود علاج شاف لهذا المرض حتى الآن إلا أنه يمكن استخدام علاجات أو اتباع نظام غذائي معين للحد من أعراضه.
تختلف الفترة الزمنية الفاصلة لحدوث النوبات من شخص لآخر. ويمكن أن تتراوح المدة بين أيام وسنوات. جدير بالذكر أن إصابة أحد الأبناء بهذا المرض تحتم حمل كلا الأبوين لهذا الجين، وذلك لاعتبار المرض من الاضطرابات (السمات) الجسمية المتنحية.
تبدأ أعراض المرض عادة أثناء الطفولة. عادة ما تحدث في شكل نوبات قصيرة قد تمتد في بعض الأحيان إلى ثلاثة أيام. تتفاوت الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض، حيث إن حوالي 50% من المرضى قد يشعرون بانزعاج وتراجع في الحالة الصحية قبل ظهورها في مرحلة تعرف بالنادرة. ويؤدي حدوث التعب، والإعياء، والتوتر، والتعرض للمجهود الجسدي إلى تحفيز الإصابة بالنوبة، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر على المرضى ما يلي:
- الحمى، من الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
- التهاب المصلية، وهو التهاب في الغشاء المبطن للبطن والقلب والرئتين.
- اضطرابات البطن، حيث وجد أن 90% من المصابين يعانون من الانتفاخ وآلام في البطن، وقد يعاني البعض من الإمساك خلال النوبة ذاتها، وقد يتبع ذلك معاناة المريض من الإسهال بعد انتهاء النوبة.
- آلام المفاصل والتهابها بالإضافة إلى تورم في المفاصل، وقد يؤثر ذلك في حركة المفصل، وعادة ما تظهر هذه الأعراض فجأة وتختفي خلال سبعة أيام. ومن الجدير بالذكر أن أغلب المفاصل المعرضة للالتهابات هي مفاصل الركبة، الحوض والكاحل.
- ألم في الصدر قد يجعل من الصعب التنفس وعادة ما يختفي خلال 48 ساعة.
- الطفح الجلدي، وعادة ما يصيب الساقين وخاصة منطقة الكاحل.
- تورم كيس الصفن والشعور بالألم عند لمسه.
- آلام في العضلات.
بصفة عامة تزول النوبات تلقائيا بعد بضعة أيام. من الممكن أن يشعر المريض انه قد عاد لحالته الصحية الطبيعية. وقد تكون الفترات الخالية من الأعراض قصيرة فتستمر لبضعة أيام فقط، أو طويلة تستمر لبضع سنوات.
مضاعفات حمى البحر المتوسط
عادة تحدث مضاعفات في حالة عدم العلاج مثل الآتي:
- تراكم بعض البروتينات غير الطبيعية التي تفرز في الدم ما يسبب تلفاً في بعض أعضاء الجسم فيما يسمى بالداء النشواني.
- يسبب الداء النشواني فشلًا كلويًّا وزيادة إفراز البروتينات في البول.
- العقم قد يؤثر الالتهاب الناتج عن حمى البحر المتوسط الذي يُترك دون علاج على الأعضاء التناسلية، مسبّبًا العُقم.
- آلام المفاصل حيث تسبب الالتهابات آلاماً شديدة خصوصا في منطقة الكاحل، والأرداف، والركبة والمرفق.
- مضاعفات أخرى تشمل التهابات في القلب والرئتين والطحال والأوردة السطحية والدماغ.
تشخيص حمى البحر المتوسط
توجد العديد من الاختبارات والعلامات التي يمكن من خلالها تشخيص المرض، ويستحسن استشارة طبيب مختص في أمراض الروماتيزم، ومن العوامل التي يأخذها الأطباء بعين الاعتبار ما يلي:
- الفحص البدني حيث يسأل الطبيب عن الأعراض التي يشعر بها المريض كما يجري فحصًا جسديًّا لتأكيد الأعراض.
- معرفة التاريخ المرضي للعائلة.
- فحوصات الدم حيث تكشف فحوصات الدم عن العلامات التي تشير إلى وجود التهابات مثل ارتفاع كريات الدم الحمراء.
- الفحص الجيني والتي يكشف عن وجود طفرة في الجينات المسؤولة عن الإصابة بحمى البحر المتوسط.
علاج حمى البحر المتوسط.
سبق الذكر أنه لا توجد علاجات لهذا المرض ولكن من الممكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية للتحكم في الأعراض والعلامات مثل:
1- الكولشيسين: حيث يعد أحد الأدوية المستخرجة من نبات اللحلاح، ويحتوي على مادة قلوية تستخدم لمعالجة الالتهابات، ومن الملاحظات المهمة فيما يتعلق بدواء الكولشيسين ما يأتي:
- استعمل الكولشيسين في البداية لعلاج النقرس، ثم بدأ يستخدم لعلاج حمى البحر المتوسط، والداء النشواني، وأنواع معينة من تليف الكبد ومتلازمات جلدية أخرى.
- يقلل من حركة كريات الدم البيضاء والبلعمة في الاستجابات الالتهابية.
- تعتبر مادة الكولشيسين من المواد الآمنة، ولكن يجب توخي الحذر في حال وجود مشاكل في الكبد أو الكلى لتجنب حدوث أي مضاعفات.
- يسبب تناول الكولشيسين العديد من الآثار الجانبية وتشمل: الغثيان، والإسهال، والقيء وأوجاع في البطن.
2- أدوية أخرى
يمكن استخدام بعض الأدوية الأخرى في حالة عدم الاستجابة للكولشيسين وتشمل هذه الأدوية الآتي:
- إنترلوكين.
- كاناكينوماب.
- ريلوناسبت.
- اناكينرا.
الوقاية من حمى البحر المتوسط
لا يوجد طرق للحماية من هذا المرض إذ أن حدوث هذا المرض يرجع إلى سبب جيني.